تساؤلات في موضوع الرشد

من Jawdat Said

اذهب إلى: تصفح, ابحث
كتب جودت سعيد

كن كابن آدم


Kunkabkadm.cover.gif
انقر هنا لتحميل الكتاب
مقدمة وتمهيد
المقدمة
تمهيد
الفصول
الفصل الأول: السلطة والمعرفة
الفصل الثاني: الخوف من المعرفة
الفصل الثالث: قراءتان للقرآن
الفصل الرابع: الغيرية والجنون الأعظم
الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ
الفصل السادس: في دلالات آية الوحدة الأوروبية
الفصل السابع: مذهب الرشد، مذهب ابن آدم والأنبياء


أين الرشد؟ أين الرشاد؟ أين سبيل الرشاد؟ ما هو سبيل الرشاد الذي دعا إليه المؤمن الذي قال الله تعالى على لسانه: (يَا قَوْمِ: اتَّبِعُونِي أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ) غافر: 40/38؟

هل سبيل الرشاد مظلم وخفي وصعب إلى هذه الدرجة حتى لا نهتدي إليه ولا نعثر عليه؟

هل الرشد والرشاد نادران إلى درجة أنه لا يوجد منا رجل رشيد (أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ) هود: 11/78.

نعم يا أخي، إنه صعب وخفي ونادر، وإلا فلماذا لم يأتنا بَعْدَ الخلفاء الراشدين أي حاكم يستحق أن يسمى راشداً؟ ثم ألا يمكن للرشد أن يترشد أكثر؟ ألا نستطيع أن نقترب من الرشد أكثر؟ أليس ممكناً أن يهدينا ربنا لأقرب من هذا رشداً؟

كيف فقدنا الرشد؟ كيف وصلنا إلى حال من يقول الله عنهم: (وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً، وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً) الأعراف: 7/146؟؟!!..

أليس هذا الموضوع جديراً بأن نتأمله ونعيد التأمل فيه؟

هل حقاً تبين الرشد من الغي حين قال الله تعالى: (قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ) البقرة: 2/256؟؟ ما الذي يجعله غير بيّن ومختلط؟؟.

ذكرنا فيما سبق أن اله تعالى قال بعد آية الكرسي: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ، فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى) البقرة: 2/256.

لقد كان إشعال النار صعباً وخفياً، وكذلك كان إمساك الكهرباء، فهل إمساك الرشد والتعرف عليه وتصنيفه صعب وخفي وخطر مثل إشعال النار وإمساك الكهرباء؟

كيف السبيل إلى الرشد؟ ماذا يقول الله عن سبيل الرشد؟ لنتذكر مرّة أخرى قوله تعالى: (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ، وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً، وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً، ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) الأعراف: 7/146.

بقوله تعالى (قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ) تبين الرشد من الغي، إنه سهل يسير وصعب خفي غير قابل للإدراك والفهم.

أما الجن فقد ذكر الله تعالى على لسانها أنها قالت: (وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا) الجن: 72/10، التبس الأمر عليهم، ولكنهم حين سمعوا القرآن قالوا: (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا) الجن: 72/2، ثم قالوا: (فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا) الجن: 72/14.

هل يمكن لنا أن نبحث عن الرشد؟ (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) الكهف: 18/66، هل يمكن لنا أن نعيد إلى حياتنا الرشد والراشدين؟ هل يمكن أن نتبين سبيل الرشد والرشاد؟ لِمَ نحن يائسون؟ لماذا يئس الذين من قبلنا من إعادة الرشد؟ لماذا قبلوا الدخول إلى التنافس في الغي؟ كيف صار سبيل الرشد غير مقبول لدينا؟ كيف لم يتبين، وكيف ضاع، وهل يمكن أن نطمع في إعادة الرشد إلى حياتنا؟ هل يمكن أن يدخل الرشد إلى حياتنا؟ هل يمكن أن نتعلم الرشد؟ هل يمكن أن نتعلم الترشيد في استهلاك الماء والكهرباء؟ هل نستطيع أن نرشّد اقتصادنا؟

أليس الرشد شرطاً قرآنياً يجب توافره في الإنسان كي يتولى تدبير اقتصاده بنفسه؟ (حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ) النساء: 4/6.

كيف نتعلم الرشد في التربية؟ كيف نتعلم الرشد في التحويل الاجتماعي؟ كيف يمكن أن نتبين الرشد من الغي؟! من هم الذين يصرفهم الله عن آياته؟ (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ، وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا، وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً، وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً، ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) الأعراف: 7/146.

هل الفهم ممكن؟ هل الرشد ممكن؟ هل المشكلات قابلة للحل؟ هل الكون قابل للتسخير؟ لماذا لا يتسخر لنا؟ لماذا لا تُحلُّ المشكلات؟ كيف يصير الإنسان غير قادر على الفهم، وغير قادر على أن يرى سبيل الرشاد، وغير قادر على الدخول إلى سبيل الرشاد؟ ما هي الأمور التي تعيق الفهم وتمنعه؟

هل بالإمكان تحليل الإنسان وكشف ما يحدث داخله؟ هل بالإمكان هداية الإنسان؟ هل الهداية من الله ولا يستطيع الإنسان أن يتدخل فيها؟

هل عدت إلى موضوع قراءتَي القرآن من غير شعور مني؟ القراءة التي ترى أن تغيير أحوال الناس من الله، والقراءة التي ترى أن تغيير أحوال الناس من الناس.

ما الذي على الناس أن يغيّروه؟ كيف يحدث تغيير ما بالأنفس؟ هل ما نزال في مرحلة طرح الأسئلة فقط؟ هل بإمكاننا محاولة الإجابة عنها؟

الفصل الثالث: قراءتان للقرآن الفصل الرابع: الغيرية والجنون الأعظم الفصل الخامس: الإنسان والتاريخ
النتائج المعجلة والنتائج المؤجلةفوكو والتاريخقانون الخير والأبقىالعدل والمساواة في القانونالخير اللحظي والخير الأدومالمعرفة التاريخية والتطعيم ضد الفسادخفاء العواقب المؤجلة أو إخفاؤهابين الآباء والأبناءبل تحبون العاجلة وتذرون الآخرةأبو ذر في التاريخمشكلة الفهمالدليل الذهني والدليل الواقعيفهمنا الخاطئ للرسولدلالات العذاب ونتائجهالنقد الذاتي والمراجعةتغييب معاني قصة ابن آدمالبشرية بين الجمود والتغييرالنسبية في الحياة الإنسانيةنحو كتابة التاريخ الإنسانيتساؤلات في موضوع الرشدالطفل وطرح الأسئلةالخلق الجسدي والخلق الفكريالتكبر والانصراف عن آيات اللهتغيير الحكومات وتغيير الأفكارالكبر والتغييرتحسين أسلوب الخطابالأنبياء وتسريع عملية التغيير